30 - 06 - 2024

حواديت يكتبها: طاهـر البهـي | في ذكرى رحيل المعلم محمد رضا.. كان يحلم بالمنافسة علي الفتى الأول!

حواديت يكتبها: طاهـر البهـي | في ذكرى رحيل المعلم محمد رضا.. كان يحلم بالمنافسة علي الفتى الأول!

مات وهو يدلي بحديث صحفي وكان يحتفظ في جيبه بعلبة "شنبات"!!

تحل هذا الشهر ذكرى رحيل الفنان الكبير محمد رضا (20 ديسمبر 1921 - 21 فبراير 1995)، الذي اشتهر بأدوار ابن البلد والمعلم صاحب الشارب "اللي يقف عليه الصقر"، ومن كثرة ما طلبه المخرجون لآداء هذه الشخصية؛ قال لي نجله أحمد محمد رضا، أن والده كان يقضي مشاويره وفي جيب الجاكت يحتفظ بعلبة "شنبات" على كل شكل ولون؛ لأنه كان يتوقع دائما أن يطلب في هذا الدور من أحد البلاتوهات، الفنان محمد رضا مولود في قرية الحمرا بمحافظة أسيوط، وهو حاصل على دبلومة في مجال الهندسة التطبيقية عام 1938. والطريف أنه اتهم بإفساد اللغة العربية بطريقته التي ينطق بها "الكلا..." الكلام يعني، ولكن ليس صحيحا أبدا كما علمت من نجله أن مجمع اللغة العربية بالقاهرة قد اجتمع وحذر من نطق محمد رضا للحوار!

وفاته في شهر رمضان

"المعلّم" محمدرضا.. توفي في أحد أيام شهررمضان المبارك عقب الافطار، وكان وقتها في منزله يدلي بحديث صحفي لزميلة عبر أسلاك الهاتف الأرضي، وهو مجهد ومنعه خجله من الاعتذار لها، وإذا به يصمت لبرهة بعد سؤال وجهته إليه، ثم طال صمته حتى اكتشفت أسرته وفاته، وهو فنان من جيل الالتزام؛ لدرجة أنه وقف على خشبة المسرح يؤدي دوره ويضحك الجمهور؛ فيما هو يتوجع بفعل رحيل ابنته الوحيدة.. رحمهما الله.

حلم الفتى الأول

عمل في بدايات حياته كمهندس في مجال البترول، قبل أن يلتحق محمد رضا بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج منه في عام 1953، وانطلق فنيا من خلال الأدوار الثانوية والأدوار المساعدة ولم يعرف البطولة إلا بعد معاناة، وقد نندهش أن المعلم رضا كان يخطط لتجسيد شخصية الفتى الأول، وقد كان بالفعل عند بدايته رشيقا، يتمتع بوسامة مصرية وقوام ممشوق، ولكنه رحل قبل أن يحقق هذا الحلم، عندما سمن وزاد وزنه مخاصما رشاقة الفتى الأول التي كان يتنافس عليها نجوم يشبهون نجوم هوليوود أمثال أنور وجدي وكمال الشناوي وبقية القائمة.

سر في حياته

ولكن المعلم رضا كان لديه ما هو أهم من رشاقة الفتى الأول، كان عنده "القبول" الذي وهبه له المولى عز وجل، وهو البوابة الذهبية التى تربع منها على قلوب الناس وهو أيضا السر الذي يجعل المشاهد يبتسم فور مشاهدته.

المعلم رضا اشتهر في السينما بشخصياته ذات الطابع "اللايت كوميدي" فهو لا يعرف الضحك الصارخ "الفارص"، يأتي على رأس هذه الشخصيات: "رضا بوند" وشخصية "المعلم الضاحك" التي قدّمها من خلال مسرحية "زقاق المدق" ثم التصقت به في الإذاعة وفي السينما، كما ارتبط اسمه باداء أدوار ابن البلد، ورغم وجود قائمة كبيرة من الفنانين الذين قدموا هذه الشخصية وحققوا من خلالها شهرة ونجومية؛ إلا أن محمد رضا استطاع أن "ينحت" معلما من عالمه الخاص، ويضفي عليه بصمة لا تخطئها العين، وأضاف إلى الشخصي "الشيشة" كإكسسوار ملاصق له، وهي مأخوذة عن حياته الشخصية، ولم تنجح السيدة زوجته من أن تبعدها عن المنزل.

أحب أعماله

له رصيد ضخم من الأعمال الفنية، سواء في السينما أو في التليفزيون والمسرح والإذاعة؛ حيث تتجاوز أعماله رقم 350 عملا، وكانت آخر أعماله من خلال مسلسل "ساكن قصادي" عام 1995.التي اختتم بها مسيرته الفنية.
ومن أشهر أعمال محمد رضا: "30 يوم في السجن، بنت اسمها محمود، غاوي مشاكل، ممنوع في ليلة الدخلة، عماشة في الأدغال، البحث عن فضيحة، خان الخليلي، بنات حواء، فتوات الحسينية، سلطان، العتبة جزاز، معبودة الجماهير، الراجل ده هيجنني، شادر السمك، الراقصة والطبال، البيه البواب" وغيرها. ومن أشهر مسلسلاته: "علي بيه مظهر، الزنكلوني، يوميات جادالله، ألف ليلة وليلة، كيف تخسر مليون جنيه، عنتر بيكا، يوميات ونيس، عماشة عكاشة" وغيرها، وفي الإذاعة قدّم أعمالا منها: "برعي وحماره" و"حكاية التروللي" وغيرها.

هو من فنانين قلائل، أنتجت لهم أعمال تحمل اسم شخصيته، منها فيلم "رضا بوند"، ومسلسل "قهوة المعلم رضا".
------------------------------
بقلم: طاهر البهي






اعلان